- ولد الشيخ إدريس محمد آدم في مدينة أغردات عام ١٩٢٢م ، لأب كان يمتلك ثروة حيوانية بسيطة .. ويعمل في الزراعة الموسمية في منطقة بركة … وقد اضطر الأب لمغادرة أرضه عندما ساءت ظروفه المعيشية مصطحبا زوجته وابنيه آدم وإدريس إلى السودان حيث التحق بارطة العرب الشرقية (الجيش السوداني في ذلك الوقت).
- عاش الأخوين آدم وإدريس في القضارف في كنف والدهما وتلقيا التعليم الابتدائي بالإضافة إلى التعليم الديني ومن ثم التحق الابن الأكبر آدم بمدرسة صناعية في الخرطوم .. وبقى إدريس مع والديه في القضارف.
- في عام ١٩٣٦م عاد الأب إلى مدينة أغردات مصطحبا أسرته الصغيرة فواصل إدريس تحصيله العلمي والديني على يد بعض الشيوخ والأساتذة في أغردات.
- أثناء الحرب العالمية الثانية التحق بالمحكمة الشرعية في أغردات.. وفي نفس الفترة تزوج وأنجب أول أبنائه في العام ١٩٤٣م … بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خضعت ارتريا للإدارة العسكرية البريطانية بعد هزيمة ايطاليا في الحرب … كان من أهم التطورات السياسية في ارتريا .. بروز الوطنية ونمو الوعي السياسي بين أبناء الشعب الارتري… وتأسيس الأحزاب السياسية ومن أهمها (حزب الرابطة الإسلامية) وصدور الصحف العربية وتوسع التعليم في مختلف أنحاء الوطن بمساهمة بارزة من رجال التعليم القادمين من السودان الشقيق.
- لعب الشيخ إدريس دورا هاما في النشاط الوطني .. وتولى قيادة فرع حزب الرابطة الإسلامية في المديرية الغربية .. كما شارك في المؤتمر التأسيسي للرابطة في مدينة كرن .. الذي انعقد تحت رعاية الزعيم الإسلامي السيد بكري المرغني في عام ١٩٤٧م .. وقد اختار المؤتمر الزعيم إبراهيم سلطان علي .. سكرتيرا للرابطة .
- أثر عرض قضية ارتريا على هيئة الأمم المتحدة.. أرسلت المنظمة الدولية وفدين لتقصي الحقائق والوقوف على رغبات الشعب الارتري .. وقد تحدث الشيخ إدريس أمام مندوبي الأمم المتحدة في أغردات مؤكدا على حق الشعب الارتري في تقرير مصيره بإرادته الحرة .. رافضا التدخل الإثيوبي في شؤون ارتريا .
- عندما أصدرت المنظمة الدولية القرار الاتحادي… الذي قضى بربط ارتريا فدرالياً مع إثيوبيا بخلاف رغبات الشعب الارتري وذلك تحت الضغط الأمريكي ..فقد رأى القادة الوطنيون ومن بينهم إدريس محمد آدم التمسك بتنفيذ القرار الدولي تنفيذا سليما والحفاظ على ما تحقق من مكاسب تمثل الحد الأدنى من مطالب الشعب وذلك بإقامة حكومة ارترية مستقلة وإقامة برلمان ودستور حديث وعلم وطني والإصرار على إقرار اللغتين العربية والتغرنية كلغتين رسميتين في ارتريا.
- انتخب الشيخ إدريس عضوا في الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور ومن ثم تحولت إلى برلمان في العام ١٩٥٢م مع بدء تطبيق النظام الفيدرالي .
- في داخل البرلمان مارس الشيخ إدريس مع زملائه من الأحرار دوره القيادي في الدفاع عن حقوق الشعب والتصدي لمخططات إثيوبيا وعملائها الرامية إلى إضعاف الكيان المستقل لإرتريا .
- وبعد فترة تم انتخاب الشيخ إدريس محمد آدم رئيسا للبرلمان مدعوماً من القوى الوطنية داخل البرلمان .
- وفي ظل رئاسته لم تفلح حكومة الإمبراطور في تمرير مخططاتها العدوانية … فكانت إن جندت عملائها للعمل على تنحيته من رئاسة البرلمان .
- قرر الشيخ إدريس أن يستقيل احتجاجا على التدخل الإثيوبي في شؤون ارتريا وبخلاف ما يقضي به النظام الفيدرالي. … إلا أن المستشار القانوني للبرلمان وكان من اروبياً نصحه بعدم تقديم استقالته حتى تضطر إثيوبيا لإقالته مما يفضح تدخلها وخرقها للقرار الدولي … وبالفعل نجحت إثيوبيا في إقالته لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى ابتلاع ارتريا وإنهاء النظام الاتحادي خطوة فخطوة … فبدأت بإلغاء العلم الارتري الوطني وفرضت علمها مكانه.
- بقى الشيخ إدريس في أغردات يجمع حوله الوطنين الأحرار ويتصدى لكل محاولات إثيوبيا وعملائها في فرض الهيمنة الإثيوبية الاستعمارية رغم التضييق عليه ومطاردة وسجن العناصر الوطنية.
- في عام ١٩٥٩م قررت القيادات الوطنية في ارتريا أهمية إرسال وفد إلى الخارج يفضح مخططات إثيوبيا ويبرز صوت الشعب الارتري … فكان أن تم اختيار الشيخ إدريس محمد آدم ومعه الشيخ إبراهيم سلطان علي…ليمثلا الشعب الارتري ويطلبا له العون والدعم من الدول العربية الشقيقة والدول المحبة للحرية والسلام … وقد أشرفت العناصر العسكرية في الجيش السوداني في كسلا على خطة الخروج المحكمة … فتم الأمر سرا وعبر الوفد حدود ارتريا مع السودان بدون علم السلطات الإثيوبية التي لم تستطع كشف الخطة رغم جواسيسها المنشرين في كل مكان.
- التقى الشيخ إدريس بالعسكريين الارتريين في الجيش السوداني في كسلا حيث بحث معهم تطورات القضية وأكد لهم أهمية الاستعداد للتضحية في سبيل الوطن عندما تحين ساعة العمل الثوري … وكان قبل ذلك قد التقى سرا في أغردات القائد حامد إدريس عواتي واتفق معه على الاستعداد للعمل المسلح ضد إثيوبيا بعد تهيئة الأرضية السياسية والمادية اللازمة لانطلاق الكفاح المسلح.
- ومن السودان انطلق الوفد إلى مصر حيث استقبلته القاهرة ومنحت الشيخين حق اللجوء السياسي وقدمت لهما دعما سياسيا ومعنويا ساعدهما في التحرك إلى الدول العربية طلبا لدعم القضية .
- وفي القاهرة التقى الشيخ إدريس بطليعة الطلاب الارتريين الذين التفوا حول قيادته … وقرروا تأسيس تنظيم سري ثوري باسم (جبهة التحرير الارترية ) يناضل بالوسائل الثورية وفي مقدمتها الكفاح المسلح من أجل تحرير الوطن.
- تشكلت قيادة التنظيم برئاسة الشيخ إدريس وعضوية كل من .. إدريس عثمان قلايدوس .. محمد صالح حمد ..سيد أحمد محمد هاشم .. سعيد حسين .. محمد سعيد عمر .. آدم أكتي .. إبراهيم إدريس .. ومن ثم انضم إليهم عثمان صالح سبي .. اثر لقائه بالشيخ إدريس في السعودية ..بالإضافة إلى عثمان خيار.
- أثمرت الجولات والزيارات التي قام بها الشيخ إدريس في تعبئة جماهير الارترية في مراكز تجمعاتهم الرئيسية وخاصة السعودية والسودان ، فتوسع تنظيم الجبهة وامتدت قواعده داخل الوطن ونشط الجناح العسكري المتمثل في العسكريين الارتريين العاملين في الجيش السوداني في الاستعداد للعمل الثوري .
- وفي هذا الأثناء وقبل أن تكتمل الاستعدادات السياسية والعسكرية لانطلاق الكفاح المسلح .. اضطر الشهيد القائد حامد إدريس عواتي إلى المبادرة في إعلان الكفاح المسلح في منطقة (أدال) في غرب ارتريا تحت ضغوط السلطات الاستعمارية التي كانت تتوجس منه وتعد لاعتقاله….. كانت هذه البداية المتواضعة للعمل المسلح تعتمد على اسم القائد عواتي المعروف بين الارتريين بوطنيته وشجاعته ودفاعه عن شعبه ضد المستعمر.
- في عام ١٩٦٣م نقل الشيخ إدريس أول دفعة من السلاح الحديث عن طريق مطار الخرطوم دون علم السلطات السودانية مستخدما صفته الدبلوماسية.
- في المؤتمر الوطني الأول الذي عقد في منطقة آر عام ١٩٧١م اختير الشيخ إدريس رئيسا لجبهة التحرير الارترية والمجلس الثوري .
- في المؤتمر الوطني الثاني عام ١٩٧٥م لم يرشح نفسه وآثر اختياريا الابتعاد لتقدمه في السن ومعاناته الطويلة مع المرض الذي استنفذ قواه الجسدية .. إلا انه ظل يتابع تطورات الساحة ويحرص على أن يقدم النصح والمشورة لكل من يلتقي به.
- في عام ١٩٩٣م شارك في عملية الاستفتاء على استقلال ارتريا مؤكدا أن هذا الاستقلال يمثل الإرادة الوطنية لكل أبناء ارتريا.
- زادت وطأة المرض على الشيخ إدريس إلى أن لقي ربه في يوم الخميس الموافق ٢٨ أغسطس ٢٠٠٣م ووري جثمانه الطاهر بمكة المكرمة.
((سيرة مقتبسة بتصرف من مقال الأستاذ محمد سعيد عنططا “لمحات من حياة الشيخ إدريس محمد آدم”))
ابناء هيكوتا في الثورة الارترية كثر والحمد للة ولكن الاعلام ظلمهم كثيرا رجاءتسليط الضؤ علي هؤلاء الجنود المجهولين وتعريف الناس بهم خاصة الذين ظلو يعملون خلف خطوط العدو